تعاني منطقة المتن الأعلى منذ نهاية الحرب
الأهلية من تداعيات حركة التوسّع العمراني المتزايدة في بيروت ما أدّى إلى تراجع
المساحات الطبيعية المحيطة بها. وبموازاة ذلك، لا يشجّع الوضع الإقتصادي لهذه
المنطقة السكان على الإستثمار ولا يشجّع السكّان الذين تركوا المنطقة في سنوات
الحرب على العودة إليها.
إلّا أن تحديد وادي بيروت ضمن الخطة الشاملة
لترتيب الأراضي اللبنانية SDATL ضمن "المناظر الطبيعية المميزة" يشكّل ركيزةً
وفرصةً بالنسبة لإتحاد بلديات المتن الأعلى الذي أراد أن يضع سياسةً خاصة به في
مجاليْ التنمية وترتيب الأراضي. وعليه، إنخرط الإتحاد في عملية إعداد ميثاق من أجل
التنمية المستدامة وترتيب الأراضي يقوم على حماية وإبراز الإرث الطبيعي والمشهدي
والمعماري والتاريخي للمتن الأعلى.
وعلى صعيدٍ آخر، باشرت منطقة إيل دو فرانس
تعاونها مع لبنان منذ عام 1991، إذ إنها تعمل مع بلدية بيروت في مجالاتٍ عدّة
ومنها تنظيم الأماكن العامة والبيئة والتعليم والتدريب. وفي إطار سياسة التعاون
اللامركزي هذه، قرّرت المنطقة توطيد نشاطها في لبنان والعمل إلى جانب إتحاد بلديات
المتن الأعلى. وتقوم هذه الشراكة على مواكبة الإتحاد تقنياً ومالياً لتنفيذ سياسة
التنمية المستدامة الخاصة به.